تامر عبد الحميد (أبوظبي)

مسيرة فنية طويلة تؤكد منجز الممثل البوليوودي العالمي شاروخان، الذي تقمص في أفلامه عدداً من الشخصيات ولعب بطولة أفلام مزجت بين الأكشن والكوميدي والتراجيدي والرومانسي، حتى أصبح من أكثر ممثلي بوليوود شهرة، كواحد من ضمن قائمة أغنى 10 ممثلين في العالم، واللافت أنه في السنوات القليلة الماضية تربع على عرش شباك التذاكر، خصوصاً بالأفلام التي سلطت الضوء على النواحي الإنسانية والتي أبرزت اهتمامه بالقضايا الاجتماعية، وأهم تلك الأعمال فيلم «My Name Is Khan»، الذي لعب فيه دور شاب مصاب باضطراب التوحد، و«Fan» الذي جسد فيه شخصية شاب بسيط يحاول الوصول بشتى الطرق إلى نجمه المفضل الذي يشبهه وبسببه تقع الكثير من المشكلات، وصولاً إلى آخر أفلامه «Zero»، (صفر)، الذي يؤدي فيه دور شاب قصير القامة - «قزم»، يحاول التعايش في حياته العملية والعاطفية دون أن يشعر بالنقصان.
خلال تواجد شاروخان في دبي للترويج لفيلمه الجديد «زيرو» الذي من المقرر أن ينطلق في صالات العرض المحلية والعالمية 21 الشهر الجاري، أكد شاروخان في حواره مع «الاتحاد» أنه اختار دبي لعمليات التسويق للفيلم، لأن الإمارات أصبحت مركزاً وتستقطب الثقافات من مختلف أنحاء العالم، ولذلك إذا أراد صانع سينما أن يصنع فيلماً يشاهده مختلف الجنسيات، ويحقق الرواج والانتشار الكبيرين، فإن الإمارات هي الوجهة الأولى له، خصوصاً بالنسبة للأفلام البوليوودية، لاسيما أن الإمارات تقيم فيها جالية هندية كبيرة إلى جانب الجاليات الأوروبية والعربية الأخرى التي تتابع وباستمرار عالم بوليوود السينمائي.

منصة عالمية
وعلى مستوى صناعة الأفلام، أشاد شاروخان بالتطور التقني والتكنولوجي الكبير الذي تشهده الإمارات في مجال «الفن السابع»، وقال: المرافق التقنية والتكنولوجية والاستوديوهات وتسهيلات التصوير والإنتاج الموجودة في الإمارات، جعلت منها منصة عالمية لاستقطاب صناع الأفلام من هوليوود وبوليوود، فالتطور السينمائي الكبير الذي تشهده الإمارات سهل تصوير أعمالنا سواء في أبوظبي ودبي، نتيجة التعاون الكبير من الجهات الداعمة للفن في الإمارات لتشجيع المواهب وصناعة الأفلام.
ولفت شاروخان إلى أن الإمارات أيضاً تتمتع بمواقع تصوير خيالية ورائعة ومتنوعة بين العصرية والأبراج الشاهقة والفنادق الفاخرة، وبين جمال الصحراء والشواطئ الخلابة، مؤكداً أنه بجانب تعلقه بالإمارات من النواحي الفنية في صناعة الأفلام، فهو يحبها أيضاً على المستوى الشخصي، حيث يمتلك بها منزلاً ولديه أصدقاء.

رسالة مجتمعية
وحول اهتمام شاروخان في معظم أفلامه بالقضايا الاجتماعية وتسليط الضوء على الحالات الإنسانية، قال: صناعة الأفلام عملية ترفيهية، لكن في الوقت نفسه يجب أن تكون هناك رسالة مجتمعية من خلالها، حتى لو كان عملاً كوميدياً خفيفاً مثل فيلمي الجديد «زيرو»، فأحب أن أؤكد دائماً من خلال أفلامي أنه لا يوجد إنسان كامل في الحياة، ولا يجب التفرقة بين شخص طبيعي وآخر من أصحاب الهمم، فكل واحد منا خلق ليكون له دور في الحياة مهما كانت طبيعته، وتركيزي على بعض الحالات الإنسانية هو بمثابة احتفاء بهم.
وتابع: إن فكرة «زيرو» هي الاحتفاء بالحياة بكل ما فيها وأن يسعد كل شخص بها، فدوري هو شاب قصير القامة، ويشاركني بطولته كل من كاترينا كيف وأنوشكا شارما، اللتان تلعبان دورين مهمين، الأولى لديها سرطان في الدماغ، والأخرى تعاني نقصاً عاطفياً، وتلتقي هذه الشخصيات جميعاً في مسار واحد ضمن أحداث الفيلم، وهو كيفية تعايشهم مع الحياة وثقتهم بأنفسهم رغم كل ما يعانونه من تحديات، وعدم سعيهم وراء الكمال، والتمتع بالقدرات الأخرى التي وهبها الله لهم.

تحد جديد
ولفت شاروخان إلى أن شخصية «راج» في فيلمه «زيرو» كانت تحدياً خاصاً بالنسبة له، خصوصاً أن الفيلم استخدم نواحي تكنولوجية وتقنية للمرة الأولى في عالم بوليوود، وتم تنفيذه مع شركة عالمية في عالم تقنيات الصورة والمؤثرات الصوتية والجرافيك لمدة قاربت الـ3 سنوات تقريباً، لإمكانية تصوير مشاهده وهو «قزم»، إلى جانب تأسيس مواقع تصوير تكون قريبة من الأرض لكي يظهر بحجم صغير وقصير.
وإلى جانب عمليات التصوير، أوضح شاروخان أن التحدي الأكبر بالنسبة له، تمثل في كيفية إظهار شاب قصير القامة على هيئة بطل، على عكس الأفلام الأخرى التي تختار أبطالها طوال القامة ومفتولي العضلات، الأمر الذي تطلب جهداً مضاعفاً منه لتأدية الدور بالشكل المطلوب.